هذا الموضوع له علاقة بقسم : سياسة وصراحة
ففي مواقف عدة تبين أن شيخ الأزهر مستعد لأن يفعل أي شيء يطلب منه ، وأن يستجيب لأي توجيه يصدر عن الحكومة ، ناسياً أنه الإمام الأكبر الذي يفترض أن مقامه وصورته يفرضان عليه أن يكون حذراً في تصرفاته وتصريحاته ،
ولا أعرف على وجه الدقة ما إذا كان تصرفه محكوما بتوجيهات تصدر إليه ، أم أنها تتم إستشعاراً لاتجاهات الريح ومبادرة منه إلى استرضاء أولى الأمر وترطيب جوانحهم ، لكن ما أعرفه جيداً أن الرجل لم يخيب رجاء الحكومة أو أجهزة الأمن فيه ، وإنما لديه من المرونة ما يجعله رهن الإشارة دائماً ومستعداً لتقديم أي خدمة لأولياء الأمر والنعم .
مشكلة الرجل أيضاً أنه يتصرف باعتباره موظفاً حكومياً بدرجة إمام أكبر، ولا فرق بينه وبين أي ملازم أول أو حتى فريق أول ، وحين قال المتحدثون باسمه إن الرئيس مبارك يصافح بيريز واقتداء به فإن شيخ الأزهر حذا حذوه ، فإنهم لم يدركوا الفرق بين الاثنين ، فالرئيس مبارك قد تكون له ضروراته باعتباره رئيس دولة وقعت اتفاقاً مع إسرائيل ،
في حين أن شيخ الأزهر له خياراته التي لا تلزمه بما يلزم الرئيس ، ثم إن الرئيس مبارك رمز مصري لا تتجاوز سلطته حدود البلاد ، أما شيخ الأزهر فهو رمز إسلامي يفترض أن يمتد سلطانه الروحي والأدبي بامتداد العالم الإسلامي .
لقد تراجع دور مصر في العالم العربي ، وها هو شيخ الأزهر يمضى على الدرب فيستمر في تقزيم الأزهر لكي يتراجع دوره أيضا في العالم الإسلامي ، ولا أعرف إلى ، أين ستقودنا مسيرة الانحسار والتقزيم ، لكن السؤال الآن هو: أما من قاع لتلك الهاوية التي نتردى فيها ؟؟؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق