الجمعة، 6 مارس 2009

دولة جوجل تحتل العالم .. وإبداع بطعم القلق 2

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، معلومات فى الإنترنت



اللافت للنظر في هذا الصدد أن طعم القلق ارتد إلى جوجل ، فقد وجدت نفسها في مواجهة متاعب جمة بالعديد من دول العالم بسبب ما سببه إبداعها من قلق للحكومات ، وتجلى هذا بشكل واضح في الصين التي رضخت فيها جوجل لمطالب الحكومة الصينية بحجب ملايين المواقع عن محرك البحث حتى باتت جوجل في الصين مختلفة تماما عن أي مكان أخر بالعالم ،


وقد دفعت جوجل ثمن هذا الرضوخ غاليا من سمعتها الدولية ، فقد هوجمت بعنف ووصفت بأنها تمارس سياسة انتهازية غلبت مصالحها ورغبتها في العمل بالسوق الصينية الضخمة على مبادئها وسياساتها المعلنة التي تلتزم الحياد والانفتاح ونبذ إجراءات الحجب لأسباب سياسية ،





وكان للمستخدمين نصيب من جرعات القلق الكامنة في قلب إبداعات جوجل ، فشراسة الإبداع وحدته في تحسين وتقوية قدرات محرك البحث على الاستجابة وتقديم معلومات شاملة حول موضوع البحث ، جعلت بين أيدينا محركا يتميز بالبساطة والسرعة الشديدة في العمل والانفتاح الكبير في تجميع وفهرسة وعرض النتائج ،


وهذه الشراسة الإبداعية حققت نتائج جد إيجابية للباحثين ، لكنها أذاقت الآباء والأمهات طعم القلق ، بسبب المحتوى غير المرغوب فيه والوصلات التي تقود إلى المواقع والصور والأفلام والمعلومات الخطرة التي يضعها محرك البحث في ثواني بين أطراف أصابع الصغار فيما لو كتب أحدهم لفظة بعينها عن طريق العمد أو الخطأ .




إن جوجل أبدعت بشراسة كما قلت في هذه النقطة وأصابتنا بالقلق ثم تركتنا بلا غطاء واق بما يكفى ضد هذا القلق ، وفى تصوري أن أداة البحث الآمن التي توفرها الشركة لا تفي بالغرض ولا تجعل التجوال على الشبكة عبر محرك جوجل تجربة مأمونة بالنسبة لصغار السن ،

وربما تكون جوجل مطالبة بأن تبدع بشراسة في هذا الاتجاه كما أبدعت بشراسة في تحسين قدرات محرك البحث ، وعليها أن تتحمل ما ينجم عن ذلك من ( تصادم إبداعي) تقتضيه الحالتان وتصل إلى حل يضع بين أيدينا محرك بحث آمن أخلاقياً .



لمتابعة الجزء الثالث من هذا المقال اضغط ( هــنـــــــا )
الجزء الأول ( هــنــــا )


0 التعليقات:

إرسال تعليق