الأربعاء، 3 فبراير 2010

كيف ولدت صناعة البورنو ( الجنس ) فى أمريكا ؟؟

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، سياسة وصراحة




ولدت صناعة الجنس في أمريكا وهى تحمل دائماً طرفي نقيض ... الصانع المتمرد الذي يخرج دائماً على القانون ليتلاعب بأكثر خيالات الناس جموحاً دون تردد ... يثير وجوده الانبهار بنفس القدر الذي يجتذب به اللعنات عليه ، وعلى الطرف الآخر يقف دائماً ذلك المدافع الباسل عن الأخلاقيات والعقيدة ، يتخذ أحياناً صورة رجل القانون أو رجل الدين أو مزيجاً منهما ، وهو الرمز الذي يتوارى وراءه كل من لا يجرءون على إعلان رغباتهم التي يلهو بها صانع الجنس ، لكن ذلك الصانع كان يمتلك مصدر قوة لا يمكن لأحد إنكاره ، هو أن الناس ببساطة تريد بضاعته !!




إن أشهر ملوك البورنو في العالم يدركون من البداية أن ثرواتهم تمثل دائماً مزيجاً من الشهرة والجنس والمال ، كما يعرفون أن هذه الثروات تأتى سريعاً وتذهب في لمح البصر ... تجارة خطرة أقرب إلى تجارة المخدرات التي يمكن أن تدمر في لحظات لو اشتمت مصلحة الضرائب رائحة الأرباح ، أما الناس فدائماً ما تمتزج إدانتهم للجنس بهوسهم به ، لذلك فالقاعدة الثابتة الوحيدة منذ القدم في صناعة الجنس هي : " لا يمكن أن يعانى سوق البورنو من الكساد طالما أن الناس يعانون من الكبت والوحدة " .




ظل العديد من رؤساء أمريكا يحاولون وضع حد لانتشار صناعة البورنو فيها ، وربما كان أهم جهودهم هي تلك الحملات التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ، وواصلها من بعده الرئيس جورج بوش الأب ، لكن النتيجة الوحيدة لهذه الحملات كانت تزايد عدد أفلام الجنس الصارخ ( تظهر فيها بوضوح كل تفاصيل العملية الجنسية ) التي يؤجرها الأمريكان من 79 مليون فيلم سنوياً إلى 490 مليوناً في فترة رئاسة بوش ، ووصل ذلك الرقم إلى 759 مليون فيلم عام 2001 ، وصار الأمريكيون ينفقون في نوادي التعرية أكثر مما ينفقون في ملاهي برودواى والمسارح والحفلات الموسيقية مجتمعة .




أما هوليوود ، فصار لديها قسم خاص بالأفلام الجنسية التي لا تصلح مشاهدتها إلا للكبار فقط ، صناعة لها الاستوديوهات الخاصة بها ، ونجومها المستقلون ، ونقادها ونوادي المعجبين بها ، وتحول البورنو الأمريكي إلى منتج ثقافي يتم تصديره عبر البحار ، ليجعل أمريكا رائدة العالم الحر في إنتاج البورنو ، وسيدة " الأفلام الجنسية " عبر عدد الأفلام التي تنتجها ، والذي يصل إلى أكثر من 211 فيلماً كل أسبوع .




كان كل ذلك سببا لأن يسأل " شلوسر نفسه " : من هو المستفيد من صناعة البورنو في أمريكا ؟ ... إلى أين تذهب عائدات هذه الصناعة التي تقدر بالمليارات ؟... ولماذا لا تنشر وسائل الإعلام الكثير عن هذه الصناعة أو مموليها أو من يديرونها ؟ ... كلها أسئلة قادته إلى أن يتعقب مصادر أموال البورنو ، وأن يصل إلى عدد كبير من الوجوه المؤثرة في هذه الصناعة ، وإلى عدد كبير من القصص التي لا يعرفها أحد .




كانت أول بداية للبورنو الأمريكي على يد " هيو هافنر " ، الذي أصدر أول عدد من مجلة " بلاى بوى الجنسية " عام 1953 ، ليحدث بها وقتها انقلاباً في السوق الأمريكي ، ظهرت البلاى بوى و على غلافها صورة لممثلة الإغراء الشهيرة ( مارلين مونرو) في صورة مثيرة تختلف عن باقي المجلات التي كانت موجودة قبلها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، تلك المجلات التي كانت تكتفي بنشر صور نساء في ملابس سباحة مثيرة وأسماء موحية مثل " همسة وغزل وغمزة عين " ،




ونجحت البلاى بوى نجاحاً مبهراً جعل مبيعاتها تقفز سريعاً من 70 ألف نسخة إلى أكثر من مليون نسخة ، لكن الوجه الأكثر تأثيراً في صناعة البورنو الأمريكية الحديثة هو رجل يدعى ( روبن ستورمان ).. تأثيره في صناعة البورنو الأمريكي يقترب من تأثير والت ديزني في صناعة الترفيه العائلي ، وهو نفسه يرى أنه ليس مهووساً بالجنس لكنه فقط رجل أعمال ... " مجرد بيزنس " مثل أي بيزنس آخر ، لا يوجد فيه ما يشين .

هو ابن لمهاجرين روسيين إلى أمريكا كانا يعملان في محل بقاله ، ومنهما تعلم أول مبادئ البيزنس وقوانين العرض والطلب ، ضابط سابق في سلاح الطيران الأمريكي وصاحب أول المبادئ التي حكمت سوق الجنس : لابد من مساندة كل حركات التحرر بأي ثمن ، لابد أن يمتلك الأمريكان حرية مشاهدة كل ما يريدون مشاهدته وهم يتمتعون بخصوصية كاملة في منازلهم ، أما صناع الجنس فلابد بالتالي أن يتمتعوا بحرية بيعه للناس ...




كان ستورمان يدافع عن خصوصية الأمريكان ، لكنه ارتكب مصيبة حقيقية أثناء صناعته للمجلات الجنسية ، وألف رواية شهيرة اسمها " الحياة الجنسية لشرطي " تدور أحداثها حول ضابط شرطة شاب يقوم بإغراء نساء منطقته ، كانت تلك الرواية نموذجاً للروايات الإباحية التي بدأت تنتشر مع المجلات العارية ، روايات بها القليل من الحبكة والكثير جداً من التفاصيل الجنسية التي تتكرر كل بضع صفحات ، لكنها كانت كافية لتثير ضده عداء الشرطة الفيدرالية كلها ، فقررت تأديبه ، واقتحم رجالها مكتبه لكي يصادروا منه 20 ألف نسخة من المجلات العارية ، ويسعون إلى إلقاء القبض عليه بتهمة الخروج على الآداب العامة .




لكن كان رد فعل ستورمان الوحيد هو رفض هذه الاتهامات ، بل وقرر أن يحاكم رجال الشرطة الفيدرالية بتهمة اقتحام مكتبه ، ورفع ضدهم دعوى تطالبهم بتعويض 200 ألف دولار ، كان ذلك الرد تجسيداً حقيقياً لما قامت به صناعة البورنو كلها فيما بعد ... استلهمت كل التحدي الذي كان ستورمان يتعامل به مع القانون لتجعله دستوراً لها ... لا سيطرة للقوانين ولا للأخلاقيات عليها ، لا خضوع أمام كل الضغوط التي يمكن أن تمارسها الجماعات المناهضة ضدها ، ولا لكل الحروب التي يشنها رؤساء ونواب أمريكا عليها ، إن صناع الجنس الأمريكان صاروا يدركون أن صناعتهم ولدت لتبقى ، دون أن تخشى سوى أن يظهر لها رجل مثل " أنتوني كومستوك " .

الحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله على نعمة الدين ، دين العفة والطهارة ، دين الحجاب والستر ، دين الأدب والأخلاق والكرامة


الـجـزء الـثـالـث من الموضوع :

الـجـزء الـرابـع من الموضوع :

الـجـزء الأول من الموضوع :

0 التعليقات:

إرسال تعليق