الأربعاء، 3 فبراير 2010

أمريكا هى شيطان صناعة الجنس ( البورنو ) فى العالم

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، سياسة وصراحة




لم يكن أحد يتصور أن كل هذه المجلات الإباحية والأفلام العارية و المواقع الجنسية التي يزورها الملايين يومياً على شبكة الإنترنت يمكن أن يكون لها كل هذا التأثير على اقتصاد العالم ... تأثير يجعل الأمريكان وحدهم ينفقون عليها أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً ( حسب إحصائية قديمة .. الأرقام الآن تضاعفت ) رغم أن تكلفة إنتاجها مجتمعة لا تزيد على العشرة ملايين دولار .




إن صناعة البورنو وملوكها ونجومها ، كلهم جزء من لعبة كبيرة اسمها " اقتصاد أمريكا السري" ، وهو عالم آخر يسير جنباً إلى جنب مع عالم الاقتصاد المعلن ... لا يستطيع أحد تعقب مصادره ولا تجاهل تأثيره في نفس الوقت ، ربما يتشكل عبر عائدات الماريجوانا والمخدرات وعمالة المهاجرين غير الشرعيين ، تضاف إليها عائدات تجارة السلاح والبضائع المهربة ، وحتى السجائر والساعات الرولكس " المضروبة " التي تباع على الأرصفة يمكن أن تنضم إلى قائمة مصادره ، لكن الواقع هو أن أحداً لا يستطيع تحديد حجمه أو موارده ، ولا التنبؤ بأوقات صعوده وانهياره .




لا يمكن أن يسجل الاقتصاد السري في أوراق أو تقارير رسمية أو رقابية ... لأن أصحابه يفلتون مثل الزئبق من أصابع الأجهزة الرقابية ومصلحة الضرائب ، ثم يعودون ليضعوا إقدامهم بوقاحة في وجه الكل ، ويشعلوا السيجار الكوبي الفاخر الذي يشترون اغلي أنواعه من موطنه ، ليقولوا للكل : إن تأثيرهم في اقتصاد أمريكا يفوق بعشرات المرات ما يمكن أن يفعله غيرهم ، ملايين الاقتصاد السري وملياراته لا يستبعد أحد أن تكون جزءً مهماً في تمويل احتلال العراق ... فميزانية سرقة العراق كانت كبيرة ، لكن أمريكا تعرف دائماً كيف تتصرف !!


وسط كل جوانب الاقتصاد السري الأمريكي تظل صناعة البورنو هي الملكة ... هي الفاكهة التي تتوسط جنة " الفساد الأمريكي " بشكل لا يمكن تصوره في أي بلد آخر ، لقد قرر كاتب وصحفي أمريكي يدعى " ايريك شلوسر " أن يؤلف كتابا اسمه ( الاقتصاد السفلى : ما تحت أرض أمريكا ) ، وهو كتاب قال عنه الكل انه يكشف للناس ما يعلمون أنه موجود لكنهم لا يجرءون على الاعتراف بوجوده ، ويصدم الكل بالتفاصيل المذهلة التي أوردها فيه حول صناع البورنو ونجومه وأعدائه في أمريكا ، ليدرك كل من يقرأه أن صناعة الجنس اكبر بكثير من مجرد لحظات متعة يسرقها المراهقون .




أراد شلوسر في كتابه أن يدرس صناعة البورنو الأمريكي لسبب اقتصادي بحت ، لا شأن له بالأخلاق ولا بالدين ، فقاده كتابه إلى مزيد من الفهم للمجتمع الأمريكي الذي لا يكاد يفهمه احد ... أراد أن يعرف السر الذي يجعل صناعة الجنس تصنع ثروات وتدمر إمبراطوريات في لمح البصر ، فوجد نفسه يقرأ السوق الأمريكي السري بأعين جديدة ، فهمت كيف يتلاعب ملوك البورنو بالقانون وبالسوق ، وكيف ركزوا عملهم كله على قاعدة اقتصادية واحدة ، تؤكد على أن السوق يمثل مجموع الرغبات والاحتياجات البشرية ، وأن دورهم هو التلاعب بهذه الرغبات كي يتجه السوق إلى المكان الذي يريدونه .




ببساطة قال شلوسر في مقدمة كتابه : إن البورنو ، وغيره من مصادر الاقتصاد السري ، يمثل جزءً حيوياً من أمريكا ... دوره لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه شركات أمريكية عملاقة أخرى مثل مايكروسوفت وجنرال موتورز وجنرال إلكتريك وفورد وبوينج للتحكم في اقتصاديات العالم ، فقط صار البورنو أكثر نفوذاً منها مجتمعة ... صار " ثقافة " مستقلة في حد ذاتها ، تكاد أمريكا تحتكرها وتصدرها إلى العالم كله ، البورنو هو الوجه الآخر لكل الأنشطة الاقتصادية الأمريكية ( المحترمة ) ، وكل ما فعله كتاب شلوسر هو أن وضع وجه العملة الآخر أمام الناس لأنه لا أحد يمكن أن يرى أمريكا الحقيقية إلا إذا رأى كل وجوهها .

الحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله على نعمة الدين ، دين العفة والطهارة ، دين الحجاب والستر ، دين الأدب والأخلاق والكرامة


الـجـزء الـثـانـى من الموضوع :

الـجـزء الـثـالـث من الموضوع :

الـجـزء الـرابـع من الموضوع :

0 التعليقات:

إرسال تعليق