الثلاثاء، 23 فبراير 2010

ماذا تعرف عن مصطفى العقاد مخرج فيلمى الرسالة وعمر المختار ؟

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة




كان فيلما (الرسالة ) و(عمرالمختار) رسالة سينمائية واعية وناضجة فيما يمكن وصفه بإقامة حوار موضوعى ومتحضر مع الآخر ولعل التأسيس لمثل هذا الحوار سينمائياً يمثل خطاباً حضارياً بلغة مشهدية ودرامية يفهمها ويتفاعل معها الغرب .


فالفيلمان يحملان رؤى عميقة ونافذة ، ومعالجة راقية قدم العقاد من خلالها صورة مشرقة ومنصفة للحضارة الإسلامية وفوق هذا فإن ماقدمه مصطفى العقاد يكشف عن قصور عربى فى تنمية واستثمار هذا الوسيط الفعال فى الحوار مع الآخر فلا توجد إضافة معاصرة لهذه السينما رغم الحاجة إليها بعد تزايد وتيرة وصم الغرب للإسلام بالإرهاب لقصور فى فكرة الغرب عن الحضارة الإسلامية كحضارة بناءة ومسالمة ووسطية أما الإرهاب الحقيقى فهو الذى أودى بحياة مصطفى العقاد وابنته (فى مثل هذا اليوم ) 11 نوفمبر 2005 مع ابنته فى انفجار وقع فى فندق جراند حياة فى العاصمة الأردنية عمان حيث جاء العقاد لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء ، وقد حدث الانفجار لحظة وجود العقاد فى بهو الفندق لاستقبال ابنته التى كانت قادمة لتوها من السفر ، وقد توفيت من فورها فيما لقى ربه هو بعد العملية بيومين متأثراً بجراحه .




والعقاد من مواليد 1 يوليو 1935 فى حلب ، سوريا وقد نشأ فيها وأصبح مولعاً بالسينما فيها أيضاً حيث اعتاد مشاهدة الأفلام السينمائية عند أحب جيرانه ، وعندما وصل سن الثامنة عشرة قرر أن يصبح مخرجاً سينمائياً وفى هوليوود تحديداً ، واندهشت أسرته المتواضعة الحال لإصراره على هذا الحلم الذى يفوق إمكاناتهم وامكانته لكنه أصر وتحدى وسافر وألقى بنفسه فى معترك التجربة بعدما حصل على موافقة للدراسة فى إحدى الجامعات الأمريكية وظل يعمل لعام كامل ليوفر ثمن تذكرة سفره عندها سلمه والده مبلغ 200 دولار أمريكى ومصحفاً شريفاً وودعه متفائلا ، وفى أمريكا وبعد أن درس السينما لم تغره السينما التجارية وصمم على أن يقدم سينما مختلفة تتوافق وقناعاته الفكرية والوطنية وعبر سنواته الـ 23 التى قضاها هناك تمكن من فك شفرة هذا المجتمع المعقد ، وبذلك أحسن مخاطبته عبر القناة التى يفهمها .

0 التعليقات:

إرسال تعليق