الاثنين، 9 مارس 2009

دولة جوجل تحتل العالم .. وإبداع بطعم القلق 3

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، معلومات فى الإنترنت




وأحدث جرعات القلق التي صاحبت إبداعات جوجل وصدمت المستخدمين كانت مع الإعلان الشهر الماضي عن خدمة سجل البحث الشخصي الذي يرصد تفاصيل عمليات البحث لكل مستخدم طوال الوقت ، وقد قدمت جوجل هذه الخدمة تحت اسم ( تاريخ الويب ) Web History التي يتم من خلالها إنشاء سجل لكل مستخدم لمحرك البحث يرصد ويسجل عناوين المواقع والصفحات التي زارها وظهرت له في عمليات البحث السابقة وتواريخ زيارتها ،

بمعنى أخر أصبح محرك البحث قادراً على أن يرسم نوعاً من البروفيل الشخصي للمستخدم وتفضيلاته في البحث ونوعية المعلومات التي يبحث عنها ويحصل عليها ، وحسب جوجل فإن الهدف من هذه الخدمة هو إعطاء المستخدمين النتائج المتعلقة والمناسبة أكثر لبحثهم وبقدرة أكبر من التحكم .




وبالاشتراك في خدمة تاريخ الويب ، سيمكن المستخدمون جوجل من تقديم المزيد من نتائج البحث الأكثر ملاءمة والأقرب للبحث ، فعلى سبيل المثال ، إذا أظهر سجل البحث الخاص بأحد المستخدمين أنه كان مهتما بالعلوم أكثر من اهتمامه بالسيارات ، فعندما يبحث عن كلمة تخص كلاً من العلوم والسيارات ، فسوف تقدم جوجل نتائج البحث التي تخص العلوم أولا بحيث يسبق في الترتيب السيارات .




وجرعة القلق لدى المستخدمين أنه إذا تم ربط التفضيلات التي تنشئها خدمة تاريخ الويب بالمعلومات الشخصية التي تقتضى الخدمة تقديمها يصبح المستخدم مكشوفاً تماماً لأي جهة تريد مراقبته ولقمة سائغة يمكنها قضمها بلا رحمة في أي وقت ، وهو أمر يتصادم على طول الخط مع مقتضيات الحفاظ على الخصوصية والحق في الحفاظ على سرية البيانات الشخصية وتفضيلات وأنماط البحث التي يمارسها وفى محاولة لتخفيف الإحساس بطعم القلق في هذه الجرعة الإبداعية أكدت جوجل أن الخدمة الجديدة تعمل فقط لدى من يملك بريداً إلكترونياً على خدمة جى ميل للبريد الإلكتروني ويرغب بإرادته الحرة في الاستفادة بها ويقوم بتسجيل نفسه بها ، كما أن المستخدم بمقدوره تحرير ومسح البيانات التي يرغب في إزالتها من سجل تاريخ الويب الخاص به في أي وقت .


على أية حال ... فسواء أذاقت جوجل منافسيها أو الحكومات المتسلطة أو حتى مستخدميها طعم القلق ، فنحن في النهاية أمام حالة إبداعية أصيلة وماكينة من العقول الصافية التي لا تهدأ ولا تكف عن الإضافة بشراسة ، نتمنى أن تأخذ في اعتبارها مستقبلاً أن تقدم لنا إبداعا بلا قلق ....


الجزء الأول من المقال ( هــنـــــا ) الجزء الثانى ( هــنــــا )


0 التعليقات:

إرسال تعليق