الأحد، 13 سبتمبر 2009

لا بد من ضرب السد العالى وإغراق مصر !!

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : سياسة وصراحة ، ثقافة لذيذة



لا بد من ضرب السد العالى وإغراق مصر !!


لم أتعجب على الإطلاق للتصريحات التى أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلى الجديد " أفيجدور ليبرمان " سواء تلك التى تتعلق بمطالبته بتدمير السد العالى وإغراق مصر أو قوله عن الرئيس مبارك أن يذهب إلى الحجيم أو تصريحاته حول مستقبل ما يسمى بعملية السلام : لأن هؤلاء هم الإسرائيليون حتى وإن ارتدى بعضهم قفازاً من حرير يدارى به الدماء التى تلطخ يديه من دماء العرب .


لكن الذى تعجبت له هى تصريحات المسئولين المصريين والفلسطينيين ، فقد أطلق هؤلاء " كذبة وجود عملية سلام بين العرب واسرائيل " ، بدأها الرئيس السادات مع صغار موظفيه ، كما أطلق هو عليهم قبل ثلاثين عاما وصدقوها ، ومازالوا يخدعون أنفسهم ويعتقدون أنهم يخدعون شعوبهم بهذه الأكاذيب التى يطلقون عليها عملية السلام !!


لكن الشعوب لم تتجاوب حتى الآن مع هذه الأكذوبة ، ولم تكن مصادفة أن تأتى تصريحات ليبرمان التى وضع فيها اتفاقيات السلام ومفاوضات السلام مع العرب تحت حذائه ، فى الذكرى الثلاثين لتوقيع ما يسمى باتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ، حيث لم تشهد العلاقة بينهما سلاما على الإطلاق فى ظل الحرب القذرة التى تشنها إسرائيل على الشعب المصرى عبر ترويج المخدرات والإيدز والعملات المزيفة وتجنيد الشباب المصرى المهاجر لإسرائيل للعمل فى الموساد والجيش الإسراثيلى ، وتدمير صحة الشعب المصرى عبر المبيدات المسرطنة والفيروسات المدمرة وغيرها ، كما جاء فى تقارير رسمية مصرية ، فحققوا عبر ما يسمى باتفاقية السلام من دمار وخراب فى مصر ما عجزوا عن تحقيقه طوال سنوات الحرب .




جاء ليبرمان وطرق بقوة على رأس مروجى أكاذيب السلام من العرب بمطرقة من حديد وقال لهم " أفيقوا أيها الكذابون على شعوبكم نحن ليس لدينا لكم الا الحرب وليس بيننا وبينكم سلام " ، وقال ليبرمان انه خلافا لغيره من السياسيين الإسرائيليين يفضل أن يقول كلاما مباشراً وصريحاً وكان مما قاله بصراحة ومباشرة : " إن مؤتمر أنابولس مات ، وإن على اسرائيل ان تستعد للحرب لكى تصنع السلام ، ليبرمان لا يعبر عن نفسه وإنما يعبر عن الثقافة الإسرائيلية بشكل عام وثقافة من يحكمون إسرائيل بشكل خاص فالبروفيسور " بن تسيون نتنياهو " والد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أدلى بحديث إلى صحيفة معاريف الإسرائيلية نشرته يوم الجمعة الماضى الثالث من إبريل الجارى قال فيه : إن التسوية السلمية مع الفلسطينيين على مبدأ دولتين للشعبين هو مجرد وهم ،


وان الحل الوحيد للصراع هو أن تفرض إسرائيل سيادتها بالقوة على فلسطين الكاملة ، وأكد والد نتنياهو على أن ابنه بنيامين يفكر مثله ولكنه لا يفصح عن أفكاره : لأنه يخشى من ردود فعل محلية ودولية تضر بمصالح اسرائيل ، وقال نتنياهو الأب إنه بصفته مؤرخ فإنه يعتبر أنه لا يوجد شعب فلسطينى ، فالعرب الموجودون هنا : يقصد فى فلسطين ، تبنوا حسب زعمه اسم الشعب الفلسطينى فقط لكى يقارعوا إسرائيل ولهذا فلا يحق للفلسطينيين دولة ويجب أن تبقى إسرائيل مسيطرة على أرض إسرائيل .


هذا نتنياهو الأب يعبر عن نتتياهو الابن وعن الشريحة التى تحكم إسرائيل وتدير الأمور فيها ، فى الوقت الذى لازال فيه الذين يصنعون أكاذيب السلام من المسئولين العرب يشجبون ويدينون ويواصلون محاولة التدليس على شعوبهم والحديث عن السلام وعن مبادرات لن تسحب : لأنها حسب معتقداتهم ضمانة لاستمرارية دعمهم من الدول الغربية التى يستمدون منها الشرعية وليس من شعوبهم ، لكن أعجب عبارات الشجب والإدانة لما قاله ليبرمان كانت تلك التى صدرت من وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط الذى كلما تكلم سبب كارثة وعبر عن عجز وضعف شديدين فقد قال أبو الغيط رداً على الإساءات البالغة التى وجهها ليبرمان إلى مصر وشعبها ورئيسها :


لا يمكن لوزير خارجية مصر إلا أن يحترم الكبرياء المصرية وبالتالى فإن من أساء لهذه الكبرياء فعليه أن يتحمل مسئوليات وجميع عواقب ما قال من كلمات ... حينما قرأت هذه العبارات اعتقدت حقا أن أبوالغيط سيستعيد الكبرياء المصرية التى مرغها هو وأمثاله من الموظفين الضعفاء فى التراب منذ أن انفرد السادات بالتوقيع على كامب ديفيد بينما لم يجرؤ أحد من موظفيه كما وصفهم أن يقول له لا سوى محمد إبراهيم كامل وزير الخارجية الذى استقال قبل أن يغادر واشنطن وكان رمزاً للكبرياء المصرية الحقيقية ،


أما الموظف الآخر الذى ذهب ليقول للسادات لا حسبما ذكر بطرس غالى فى مذكراته فقد كان نبيل العربى الذى نهره السادات كما ذكر غالى وطلب من بطرس غالى أن ينظف وزارة الخارجية من أمثاله من الموظفين الصغار الذين يتدخلون فى أعمال الكبار حيث بقى الجميع صغاراً بعد ذلك .




من يقرأ تصريحات أبو الغيط هذه التى يهدد فيها ويتوعد يقول إن الجبل قد تمخض أخيرا لكن من يستكمل قراءة تصريح أبو الغيط المرعب والمهدد لوزير الخارجية الإسرائيلى يعرف أن أبو الغيط كما هو أبو الغيط ولم يصبح شخصاً آخر حيث يقول " والمؤكد أنه طالما بقى موقف ليبرمان على ما هو عليه فإننى سأكتفى إذا ما تصادف وجودنا فى اجتماع بالنظر إليه ... وبالتاكيد ستظل يدى فى جيبى " ، هكذا سيستعيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرى الكبرياء المصرية ، سينظر إلى ليبرمان وبالتأكيد ستطل يده فى جيبه ، لم يجرؤ أبو الغيط على القول إنه سيرفض الاجتماع به ، لم يجرؤ على القول إنه لن يسمح له بدخول مصر، لم يجرؤ على القول إن مصريمكن أن يكون لها موقف تصعيدى، كل ما جرؤ عليه لاستعادة الكبرياء المصرية أنه سيضع يده فى جيبه وهل يعتقد أبو الغيط أن ليبرمان المتعجرف الذى طالب بذهاب رئيس مصر إلى الجحيم يمكن أن يمد يده إلى أبوالغيط من الأساس .


من المؤكد أن استعادة الكبرياء المصرية سوف تتم ، لكنها لن تكون على يد أمثال أبوالغيط ، إنها ستتم على أيدي رجال من أبناء مصر الشرفاء الذين هم أغلبية أهلها والذين يعرفون معنى الكبرياء المصرية الحقة ، هؤلاء الذين لا يسرهم ما وصل إليه حال بلدهم وكيف هانت على الجميع حتى أصبح صهيونى متطرف يهدد مصر وشعبها ويسب رئيسها بينما علم إسرائيل يرفرف فى سمائها ، وعملاؤها وجواسيسها يتجولون فى مصر دونما حسيب أو رقيب ثم يخرج وزير الخارجية الهمام ليستعيد الكبرياء المصرية بوضع يده فى جيبه ، إن المعطيات كلها تؤكد أن المتطرفين الصهاينة سيظلون يطرقون بمطارق من حديد على رؤوس صانعى أوهام السلام العرب حتى يكسروها ، لأن الذين صنعوا أكذوبة السلام وروجوا لها وصدقوها أغرقوا كل سفنهم ولم يعد لديهم الا سفينة أوهام السلام التى إن لم تكن غرقت فهى فى طريقها للغرق ، حيث يقوم بإغراقها صانعو الحرب الإسرائيليون ولا ندرى ماذا سيفعل مروجو السلام العرب ... هل سيفعلون مثل أبو الغيط ويضعون أيديهم فى جيوبهم إذا قابلوا ليبرمان أم سيكون لهم موقف آخر ...!!؟؟


الإعلامى : احمد منصور

0 التعليقات:

إرسال تعليق