الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الرجل الذى دَوٌخَ أمريكا .. خامنئى مرشد الثورة الإيرانية

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : سياسة وصراحة





- من بين العديد من الألغاز الإيرانية ، ليس هناك ما يثير إحباط أمريكا وحلفائها أكثر من كيفية فهم آية الله خامنئى ، المرشد الأعلى الذى يحدد توجهات البلاد ، فعندما سألت أحد المخضرمين الإيرانيين كم يبلغ عمر خامنئى ؟ كان الجواب ليس عجوزاً جداً ! وقد عجزت سنوات من الاستقصاء عن سبر أغوار الرجل ذى اللحية البيضاء والنظارة السميكة ، الذى ترصع صورته مبتسماً دائماً اللوحات التى تصور طهران .

- ويقع حل لغز هذا الرجل فى صدر التحديات التى يواجهها الرئيس أوباما ، فسلطات خامنئى ليست مطلقة ، إلا أن قدرته على منع صدور أى قرار هى المطلقة ، ولم يعد من السهل تجاوزه ، مثلما لم يسهل تجاوز الكساد العظيم .

- وخامنئى الذى تعرض للسجن و التعذيب تحت حكم الشاه يبلغ من العمر السبعين تقريباً ، وهو يقود إيران منذ وفاة آية الله الخمينى قبل عقدين ، وتشمل سلطاته الواسعة الحق فى تعيين قادة كل من الحرس الثورى والقوات المسلحة ، والهيئة القضائية والتليفزيون الذى تديره الدولة ، وهو يخفى نفوذه المطلق وراء ستار الحكم المعتدل بين السلطات .




- ووفقا لمبدأ " ولاية الفقيه " أو وصاية القضاء الدينى ، الذى طوره الخمينى لتبرير وضع السلطة السياسية فى يد رجال الدين ، فقد ضمن خامنئى استمراره فى الحكم مدى الحياة ، وبدون ظهور الإمام الغائب الذى لم يظهر منذ اختفائه فى القرن التاسع ، فإن خليفته الدنيوى يترأس باعتباره وصياً على الثورة الإسلامية ، وترى أعداد غفيرة من الإيرانيين ، أن أى تغيير فى هذا النظام يعد خيانة جوهرية للثورة ، مهما كانت عناصر الديمقراطية ، بما فيها الانتخابات الرئاسية التى جرت التى تحاول الالتفاف حول إدماج فكرة الحق المقدس للمرشد ضمن مبادئ الدستور .




- ليس من المتوقع تغيير وشيك فى هذا الوضع فى إيران ، وعلى النقيض يمكننى القول إن الواقع السياسى فى إيران على مدى السنوات الأخيرة عزز من هيمنة خامنئى ، بحيث تبدأ كيفية التعامل مع إيران منه وتنتهى إليه ، وقد أسفر سوء سمعة الثروة التى يمتلكها منافسه على أكبر رافسنجانى عن تعزيز صورة خامنئى الورع ، وأدى ما يتمتع به الحرس الثورى من تفضيل فى ظل الرئيس أحمدى نجاد إلى تقوية مؤسسة تَدين بالفضل إلى خامنئى ، وهكذا أصاب الجذر موجة الإصلاحيين ،

- والأكثر أهمية ، فإن هجومه على " قوى الاستكبار" الولايات المتحدة - أدت إلى تدعيم حجته خاصة بعد غطرسة إدارة بوش ، كما وجد دعمه العاطفى للقضية الفلسطينية صدى فى الآونة الأخيرة نتيجة لمذبحة غزة ، وحتى محاولاته لجعل الثورة الإسلامية تقف فى صف المستضعفين ضد " الهيمنة الاقتصادية " للولايات المتحدة دعمتها المتاعب التى جرتها الرأسمالية العالمية .



- فما الذى يريده هذا الرجل الداهية ، وماذا سوف يعطيه ؟

- فى العام الماضى قال خامنئى : لا شك أنه عندما تكون العلاقات مع أمريكا مفيدة للأمة الإيرانية ، سوف أكون أول من يوافق على ذلك وهو ما يعنى أن العقيدة لا تعوق حركته ، ويرى خامنئى أن مهمته الأولى كمرشد للثورة التى تتضمن قيمها الجوهرية الاستقلال ، الثقافة والعلم لتحقيق الاكتفاء الذاتى هى إحياء الإسلام ( على المستوى الوطنى والدولى ) كأداة للشريعة ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، وهو يعتقد أن أمريكا تريد من إيران الاستسلام والرضوخ لهيمنتها .

قدد تتفق أو تختلف مع هذا الرجل لكنك حتماً عندما تراه أو تسمعه سوف تحترمه وتحترم أفكاره وشجاعته وصلابته وقوته وفخره واعتزازه بإسلامه ، هذا الرجل الذى أحبط ودوخ أمريكا ، آية الله خامنئى مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية .

مقال : إنترناشيونال هيرالد تريببيون

0 التعليقات:

إرسال تعليق