السبت، 6 نوفمبر 2010

ليتنى أستطيع تهريب السلاح إلى غزة !!

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : سياسة وصراحة ، دين ممتع



الإتهام الذى وجهته النيابة العامة فى مصر لبعض الشباب بمحاولة تهريب السلاح الى الإخوة فى غزة يعتبر وسام شرف على صدر كل منهم وهو شرف لا يناله إلا من يستحقه وهم بكل صدق وأمانة يستحقونه لجرأتهم وشهامتهم حتى وإن كان جزاء ذلك عند من تجردوا من الشرف والشهامة تهمة تستحق العقاب ، لا أعتقد أن هناك عربياً أيا كان دينه أو اعتقاده يمكن أن يترك الإخوة فى فلسطين نهباً للعدو الصهيونى يفترسهم بلا رحمة دون أن يكون لهم حتى مكنة الدفاع عن أنفسهم .

نحن لا نعطيهم السلاح للعدوان ولكن نعطيه لهم لكى يتمكنوا من صد عدوان العدو الصهيونى حتى وإن قيل إن هناك صواريخ تنطلق من غزة على بعض المستوطنات الإسرائيلية لأن ذلك قلب للحقائق أن يسمى هذا عدواناً بل هو دفاع شرعى عن الوطن السليب لأن أماكن هذه المستوطنات هى أماكن فلسطينية اغتصبها العدو وأقام عليها هذه المستوطنات وصدرت قرارات عدة من الأمم المتحدة بعدم شرعيتها .




هل تتصور الحكومة المصرية أنها بهدم الأنفاق والقبض على المواطنين من المصريين واللبنانيين والفلسطينيين ممن يحاولون إمداد أخوانهم في غزة بالسلاح والذخيرة والمؤن اللازمة للحياة ومواصلة الكفاح يمكن أن تقضى على المقاومة هذا لأن المقاومة كفاح شعب مستعمر مهضوم الحق ، والشعوب لا تقهر حتى وإن تعثر كفاحها من شدة ما تلاقيه من قهر فإنها لا تلبث أن تنهض من كبوتها وتقوم من عثرتها وتواصل الكفاح ، والمقاومون هم نفر نذروا أنفسهم للكفاح وهو أمر يترصدهم فيه الموت فى كل وقت وفى كل خطوة وهم لا يفرون منه بل يسعون إليه سعياً ويشعرون أن الموت هو الحياة الحقيية بالنسبة للمجاهد وقد هالنى أثناء زيارتى لجنوب لبنان وبيروت عدد الشهداء الموضوعة صورهم وأسماؤهم على جدران المنازل وأعمدة الإنارة على طول الطريق والغالبية منهم شباب وشابات ونساء وشيوخ وحتى الأطفال .




في أحد المؤتمرات وقفت شابة فلسطينية ، فتاة لم تتزوج بعد وأشارت إلى بطنها وقالت انى سوف أحارب الإسرائيليين ببطني ولما سألها الحاضرون كيف ذلك قالت أنى عندما أتزوج سوف أنجب أربعة أبناء أهب اثنين منهم للمقاومة ويكفينى اثنان ، وهكذا تشبعت روح الإخوة فى فلسطين بحب الوطن والرغبة فى التضحية بالنفس والمال من أجل الوطن الذى يعلمون أنهم بدونه لا فائدة فى أبناء ولا مال .



ثمن الشهامة والتضحية أصبح غالياً فى مصر الأخ مجدى حسين يقضى عامين فى الحبس لمجرد أنه قام بزيارة الإخوة فى فلسطين وعضو فى لجنة الإغاثة يعتقل لنشاطه فى تقديم العون للإخوة فى غزة وهوعون إنساني ، وهناك بعض أعوان النظام الذين تجردوا من الشهامة والمروءة والنخوة .. من يصيح فى وسائل الإعلام مالنا وغزة لقد ضحينا بالكثير من أجلهم وقد آن لنا أن نستريح وننشغل بأنفسنا وهذا ماتريده إسرائيل والغرب بصفة عامة أن يستقل كل واحد منا بنفسه فتنفرد بنا الواحد تلو الأخروهذا وهذا لا يسعدها قدر انشغال كل بلد بمشاكله خاصة مصر الأخت الكبرى التى لو جمعت حولها العرب لأمكنها أن تقضي علي هذه الأفعي ، تخلص العالم من شرورها .




أشعـر بالعجز وأنا لا أستطيع فى هذه السن المتقدمة أن أقدم أكثر من هذه الكلمات التى أبدو منها إلا إذا اعتبرها البعض حضا على عدم الخوف من الاتهام بتقديم العون إلى إخوتهم وأن ما يلاقونه فى سبيل ذلك هو الأجر الكبير عند من لا يضيع عنده الأجر ، وإنى والله أشعر بالحسرة علي كل من لا يؤرقه ضميره وهو يشاهد إخوته فى فلسطين يعانون من ضيق وألم وقهر على يد العدو الصهيونى وتضييق من الأشقاء العرب « ولا يحاول تقديم - العون إليهم إما شحاً أو خوفاً أو تشفياً وتصديت لما تروجه الحكومة من أنهم لا يستحقون العون .




عاد عهد الخصومات العربية الذى كان سائداً بعد اتفاقية الصلح مع إسرائل حين كانت مصر تقريباً على خلاف وقطيعة مع غالبية البلاد العربية ؟ هل من المعقول أن تقاطع مصر مؤتمر القمة العربي بسبب قناة الجزيرة ؟ هل يتصور أن مصر بثقلها كله فى كفة وقناة إعلامية مهما كان شأنها فى الكفة الأخرى ؟ هل يمكن أن تخاصم الحكومة المصرية حزب الله الذى رفع رأس العالم العربى والإسلامى كله بكسر الغطرسة الإسرائيلية ؟ هل يمكن أن تنجح مصر فى حل الخلاف الفلسطينى الفلسطينى وهي تحاصر جزءً من شعب فلسطين فى غزة وتتهم قادته بالتآمر على أمنها وزعزعة استقرارها ،





هل يمكن أن يثق الإخوة فى غزة فى الحكومة المصرية وهم يشاهدون ويشعرون ويتألمون مما تفعله بهم وبشعبهم فهل يمكن أن يكون موقف الحكومة التركية غير العربية من حماس أفضل من موقف الشقيقة الكبرى؟ وهل يمكن أن يكون سكان أوروبا أحن على إخوتنا فى غزة من حكومتنا ؟ لقد قطعوا آلاف الأميال سيراً متنقلين بين البرد والحر والسهل والوعر والنوم فى السيارات ومرض منهم من مرض ولم يستطع مواصلة السير ومات منهم من مات فى سبيل نجدة ملهوف لم تتحرك لنجدته قلوب حكامنا فى مصر .

ليتنى أستطيع تهريب السلاح إلى أخوتي فى غزة ، ليتنى أستطيع ذلك حتى أشعر أنى مصرى .

المستشار / محمود الخضيري

0 التعليقات:

إرسال تعليق