الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

إيران والسعودية والبراءة من أمريكا وإسرائيل !!

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : سياسة وصراحة




هذه فرصة جديدة للطحن والتطاحن المذهبي ونشر نار الفتنة بين السنة والشيعة تتجدد ، وستجد لها نافخي كير بالهبل خلال الأيام القادمة فإيران والسعودية تتبادلان اتهامات ثقيلة الوزن من خلال تصريحات مضادة وفتاوى متناقضة وبدا الخلاف السياسي بين نظامي حكم في العالم الإسلامي خلافاً بين مذهبين إسلاميين وهات بقى يا تكفير وتحريض وإحماء وضرب في العقيدة والحقيقة !!


السعودية تريد حجاً بلا سياسة ولا مظاهرات ولا وجع قلب سياسي ، والمؤكد أن السعودية تمنع المظاهرات وتقمع النادر جداً الذي يحدث فيها خلال كل أيام السنة وليس فقط خلال أيام الحج ، لكن طبعاً عندما تأتى أفواج المسلمين من كل فج عميق للحج فإن السعودية لا تستطيع أن تمارس عليهم فرضاً أو حظراً أو تتعامل معهم بقسوة الأمن وعنف البوليس ومن ثم فهي حريصة على أن تجهض سياسياً ودينياً أي فكرة لتحويل الحج إلى مناسبة يعلن المسلمون فيها موقفاً جماعياً قوياً تجاه ما يحدث لهم في العالم أو ضد أعداء المسلمين ومحتلي أراضيهم ومنتهكي حقوقهم ، طبعاً السماح بشيء مثل هذا قد ينشر فوضى لا تحتملها السعودية ، بل تشغل فعلاً خدام الحرمين الشريفين عن خدمة الحجيج لصالح مطاردة الحجاج !!




هذه الدعوة لجعل الحج مؤتمراً إسلامياً تتم فيا مناقشة أمور المسلمين وإعلان مواقفهم في مواجهة العالم ليست شيعية وليست مقصورة علي إيران ، بل إيران في عصر الشاه قبل ثورة الخميني ولا كانت تتكلم في السياسة في الحج ولا في غير الحج ، ثم شيعة الخليج العربي والعراق طول عمرهم يذهبون للحج دون أن يطلبوا أو يطالبوا بشيء من السياسة ، لكن الدعوة لتحويل الحج لمؤتمر إسلامي تبدو واضحة لدي تيار الإسلام السياسي - يكتب سيد قطب في كتابه الأهم " في ظلال القرآن " واصفًاً الحج بأنه مؤتمر للتعارف والتشاور وتنسيق الخطط وتوحيد القوي ، وتبادل المنافع والسلع والمعارف والتجارب ، وتنظيم ذلك العالم الإسلامي الواحد الكامل المتكامل مرة كل عام في ظل الله ، بالقرب من بيت الله ، وفي ظلال الطاعات البعيدة والقريبة ، والذكريات الغائبة والحاضرة .




في أنسب مكان ، وأنسب جو ، وأنسب زمان .. فذلك إذ يقول الله سبحانه : « ليشهدوا منافع لهم » .. كل جيل بحسب ظروفه وحاجاته وتجاربه ومقتضياته ... ثم لهذه الدعوة جذورها الأكيدة ومظاهرها المؤكدة علي مدي التاريخ الإسلامي كله منذ عهد النبي - صلي الله عليه وسلم - وفي عصور الخلفاء الراشدين ، بل خلال عهود ملوك بني أمية وبني العباس .




إذن وجود السياسة في الحج أمر لا يختص به الشيعة ولا يقتصر علي إيران ، ما علاقة هذا كله بما تريده الجماعتان في طهران والرياض ؟ .... إيران تريد أن يقوم الحجاج بتجديد البراءة من المشركين في الحج وهو أمر وارد ومتكرر في التاريخ وليس مقصودًا ، لا علي شيعة ولا علي إيران ، وتريد طهران أن تجعل البراءة في الحج من أمريكا وإسرائيل اللتين تحتلان أفغانستان والعراق وفلسطين ، وهو ما يمثل إعلانًا لوحدة المسلمين في مواجهة عدوهم ، ولكن السعودية تري أن هذا الكلام لعب بالسياسة وهي لا تريد عداء لأمريكا ولا مواجهة مع إسرائيل بهذه الطريقة وعلي أراضيها حتى لو كانت الأراضي المقدسة لكل المسلمين !




كما تري الموضوع كله معجون بالسياسة ويستند فيه كل طرف إلي الدين .. والحقيقة أن ما يقوله الدين واضح جدًا ، لكن تفسيرات السياسة هي التي تجعل من المصلحة أن يصبح الدين غامضًا !

0 التعليقات:

إرسال تعليق