الخميس، 5 نوفمبر 2009

فارق السن فـى الـزواج .. هـل هـو نـعـمـة أم نـقـمـة ؟

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : للنساء فقط ، ثقافة لذيذة



يبدو أن الفرق والتباين في الأعمار بين الزوجين بات لا قيمة له ، ومع أن الكثير من الرجال يفضلن الزواج من الأصغر سناً إلا أن الجانب الآخر من الصورة قد يبدو أكثر قتامة ، حيث بات الكثير من الفتيات يبحثن أيضاً عن رجال يفوقونهن ربما بعشرات السنين .



البعض يرى أن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأساسي لدى الفتاة في هذا الموضوع ، وذلك طلباً للاستقرار وحياة أفضل ، أو هرباً من العنوسة وتأخر سن الزواج ، وهو هنا يكون أشبه بالصفقة ، فيما يرى البعض الآخر أن انتشار الظاهرة يشير إلى خلل نفسي في شخصية الفتاة ، أو في بنية المجتمع ، حيث من الطبيعي أن تصبو الفتاة إلى شاب وليس إلى شيخ ، بينما يرى آخرون أن لا مشكلة في ذلك مادام فارق السن ليس شديد الاتساع ، ولكن يبقى السؤال الأهم في هذا الموضوع هو : هل يمكن لهذا الزواج أن يكون ناجحاً ؟


وهنا تقرير حول مناقشة القضية مع عدد من الفتيات المقبلات على الزواج ، والسيدات من ذوات التجربة في هذا الإطار ، للتعرف على آرائهن ، كما سألنا بعض المختصات لتحليل ما توصلنا إليه :




تقول عبير 27 سنة ، ماجستير علوم طبية : عندما فكرت في الزواج اخترت رجلا يكبرني بـ 16 عاماً ، ولا أرى حرجا في ذلك فالتفاهم أساس الحياة الزوجية ، فقد آخذ شابا في مثل عمري لكن ينقصه الخبرة وروح الشباب التي توفرت في زوجي ، فقلبه مليء بالشباب والحيوية كأنه شاب في العشرينيات .



وترى السيدة نهال ، ربة منزل : إن الزواج برجل كبير لا يعيب الرجل أو الفتاة ، فقد تزوجت حينما كان عمري 16 عاما وأدرس بالصف الثاني الثانوي وزوجي حين تقدم لي كان يبلغ من العمر 36 عاما أي الفرق بيننا 20 سنة ، فطيلة السنوات التي مضت لم أشعر بفارق السن ، ومع مرور الوقت تزداد غيرتي على زوجي خاصة أن بنات هذه الأيام يميلون إلى الرجل الكبير ، وأتذكر حين كنت في بداية حياتي الزوجية كنت وقتها لا أكاد افهم شيئا عن الحياة حتى لم أكن أعرف الطبخ ، ولكن زوجي عاونني كثيراً حتى أصبحت « ست بيت » من الطراز الأول ، بالإضافة إلى تشجيعه لي بأن أكمل دراستي حتى تخرجت من الجامعة وأنجبت أبنائي الخمسة وأكبرهم الآن في الثانوية ، فشيء جميل أن اكبر ويكبر معي أبنائي ، والآن أفكر في تحضير الماجستير بعد أن كبر أبنائي جميعاً .




بينما لا تمانع ندى فاضل ، طالبة جامعية : من الإقتران برجل يكبرها بكثير حيث تقول : إن الفتاة عندما تفكر في الزواج تبحث عن الحب والعطاء والأمان والقدرة على تحمل الحياة العصرية بكل متطلباتها ، فإذا توفر ذلك في رجل يكبرني لا مانع ، لأن الشباب شباب القلب .



تقول الاخصائية الاجتماعية سماح عبد الرحمن : إن إقبال الفتيات على رجال يكبرهن بالسن يشير إلى خلل في شخصية الفتاة ، وهذا الخلل قد يكون ناجما عن تعلق الفتاة بوالدها ، وهنا تبحث بدون أن تشعر عن رجل مثله يكون حماية لها ومثلها الأعلى ، وأحيانا تكون الفتاة فاقدة للحنان واهتمام الأسرة ورعايتها فتلجأ إلى من يعوضها هذا الحنان من خلال زوج يحل محل الأب .




وتضيف سماح : على الفتاة ألا تنسى أن العلاقة الزوجية يجب ان تكون متساوية ، فيجب أن لا يزيد فارق السن عن 20 عاما فالمرأة عندما تبلغ الثلاثين سوف تكون في قمة تألقها وحيويتها بينما الرجل سيكون في الخمسين وستظهر عليه علامات فارق السن ، وبالتالي لا تجد من يجاريها في متطلباتها .



وتوضح الدكتورة فائقة بدر أستاذ علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز قائلة : أصبحنا نرى تزايد حالات زواج الفتيات بكبار السن ، فلم يعد فارق السن الكبير بين الزوجين حالة استثنائية في مجتمعاتنا ، خاصة وأن هناك عدة أسباب ، منها تأخر سن الزواج بسبب الضغوط الإقتصادية ، فقد تعاني الفتاة من وضع مادي سئ فترى الحل أن تقبل بالزواج برجل كبير يؤمن لها حياة رغدة ، وقد تكون محدودة الثقافة فترضى بفارق السن تحت ضغط الأهل ، كذلك رغبة الفتاة من الهروب من منزل العائلة بسبب المشاكل والكبت ، فترضى بأي شخص يتقدم لها .




ومن الأسباب التي قد تدفع بالفتاة أن تتزوج بمن يكبرها سناً قد تكون هذه الفتاة تزوجت زواجاً وفشل وتريد أن تتزوج برجل يعوضها عما فاتها ، ومن ثم ارتفعت فرص الإقتران بأزواج كبار في السن نظراً لقدرتهم المادية على متطلبات الزواج وتأمين حياة أسرية مستقرة .


وتضيف الدكتورة فائقة : فقد تتزوج الفتاة رجلا يكبرها بعقود ولكنها تمتلك من الفطنة والحكمة ما تستطيع به أن تعيش حياة سعيدة وهانئة ، إلا أن العكس أيضا قد يكون صحيحا ، فتتزوج الفتاة رجلا يكبرها بكثير ثم تفاجأ بعد ذلك بارتكابها هذا الخطأ الكبير وتتمنى لو أنها تزوجت شاباً في مقتبل العمر يفهمها وتفهمه .

0 التعليقات:

إرسال تعليق